من محاسن
حرب الخليج الثانية أنها أحدثت
شرخا بين الحكام العرب لكنها أزالت
معظم الشروخ في الشارع العربي
وكشفت أن الاغلبية الساحقة من
المواطنين العرب كانوا يتمترسون في
الخندق الآخر الخندق المعادي
للاستعمار الامريكي الاسرائيلي
الذي كان يهدف -ومازال - إلى
اذلال الأمة العربية وسلبها كل
أسباب القوة والتقدم العلمي
والعسكري
وعندما
يبدأ المؤرخون والباحثون في العقود
المقبلة دراسة هذه الفترة الحرجة
من تاريخ أمتنا سيفاجأون بكم هائل
من التضليل والخداع الذي مارسه بعض
الكتاب والصحافيين ورسامي
الكاريكاتير لصالح المشروع
الامريكي الاسرائيلي لكنهم
سيكتشفون - أي الدارسين - أن الشرفاء
الذين قاتلوا بالكلمة والحرف
والرسم كانوا على قلتهم أكثر
فاعلية وصمودا من غيرهم الذين
أغواهم بريق الدولار والعروض
المالية والصحف الملونة... وإذا كان
الإنسان هو الموقف ، فإن زميلنا
العربي الصبان، أثبت، ومن خلال
رسوماته أنه ليس فنانا فقط، وإنما
سياسي بارع لا يعرف الدبلوماسية،
وتلوناتها في الزمن الصعب واللحظة
الحرجة، خاصة عندما يكون الخيار
بين من يقف في خندق هذه الأمة، ومن
يقف في الخندق المعادي لها،
مساهمات الزميل الصبان كانت تعكس
دائما نبض الشارع العربي الذي لم
يلوثه الفساد النفطي بكل أشكاله
وصوره: بسيطة، قوية، معبرة، تبتعد
عن الزخارف والمحسنات اللفظية،
وتصيب قلب الهدف المنشود لنا جميعا.
الفنان الكبير الكبير، هو الذي
يتحسس آلام أمته ومواجعها ويبرزها
في أعماله، وهو الذي يحرض على
الإصلاح والتغييرإلى الأفضل،
ويقيني أن زميلنا، وورفيق دربنا في
الزمن الصعب، العربي الصبان قد كان
أكثر من ذلك
عبد
الباري عطوان
رئيس
تحرير جريدة -القدس العربي
|